الجمعة، 22 يناير 2016

باب الكلمات ...





آخذ نفسًا طويلًا، ما حولي هادىء ويشعرني ذلك 
بالإحراج من الفوضى والإزعاج اللذان يعتملان داخلي. لقد آثرت أن أصمت لوقتٍ طويل واكتشفت بأن الكلام ليس طفلًا تحايله بالمضاد حتى يأتيك بما تشتهيه، لا أن تصمت فيأتيك الكلام، بل أن تُسهب في الحديث مع روحك حتى يدلّ الكلام أخيرًا معناه، وما من كلام يأتي مصادفة أو اعتباطًا، إنه يأتي حاملًا حسّه و رجعه الذي يمكن أن يكسر جبالًا من اللافهم إلا أنه لا يمنح حقيقته ومعناه لأي أحد ولأية لحظة، لذا لابد وأن تملك أذنًا ثالثة، تسمع فيها المكتوب والمنقول والمسموع كما لو أنك تلتقط كلمات جميلة من أغنية ما لتسجلها في دفتر مذكراتك أو في قلبك، لا تتردد للحظة على إجبار كلمة ما من أن تُكتب ولا تتهاون عن تلك التي تأتي بعدها ولا تُشفق على الثالثة المقبلة والرابعة وو حتى تمتلىء الأسطر بكلمات اُغتصِب حقها في أن تبقى كلماتٍ بلا معنى. كنت آخذ نفسًا طويلًا وانتهى بي الأمر أحرض على ما يشبه بعصيانٍ ضد الكلمة، لكن لا بأس، هذا ما تحتاجه روح آثرت الصمت على الثرثرة، آثرت الوقوف عند باب الكلمات على أن تخطو للجهة المقابلة من الباب وتتسلى بما شاءت من كلمات.