أمشي من بعد درس ثقيل، لماذا يأتيني الكلام لحظة لا يسعفني حبر أو ذاكرة. أضم إلى قلبي الهواء .. لا أعد خطواتي ولا أسألها إلى أين، بل أمشي كما لو أنني على حافة ولا يهم إلى أي هوة سأختفي، لن أختفي .. ليس في تعبير مجازي، غالبا أختفي عن حدودك ومساحات بالك، لكنني حيث الضجيج والعالم المتشابك المتفكك لا أختفي وكثيرا ما أجدني، ليس في التفاصيل العظيمة ولا في أغنية منعشة في الصباح ولا حتى في درب بجانبين مزهرين أو قصيدة مرت على مسمعي في حلم، بل أجدني تلك الهائمة في مقعد أمام كلام يشرح فرضيات ونظريات لا تحمل عن القلب همه وشكوكه ولا تضع حتى سؤالا حلوا، إنما كلام يجعلني أتساءل عن حقيقتي .. وعن افتراضي، وعن ما أحبه فيما بين الشيئين، كلام أحب نصفه وأكره بدايته، كلام يأخذني على محمل الجد وآخذه أنا على محمل أن الوقت سيمضي وسأخرج منه سالمة..
أجدني مثلما أخبرتك ضائعة، أبحث بعد سهوي عن خيط ألمسه فأستدل به على قطعة الثوب الكاملة وعلى ما يفترض بي أن أكونه، إنني في النهاية أحتاج أن أكون أي شيء في طريقي لأن أكونني، وأجدني .. تلك المارة من بين ألوف ولا يستيقظ قلبها عن الوحيد النائم ملء شوارده، تلك التي تحمل من الكلام جمال الصوت الآتي به، لا أملك صوتا جميلا، صوتي يشبه كثيرا صوت طفلة هادئة تشتهي لو تجرب الشقاوة أمام العلن مرة .. لكنها كثيرا ما تبلع الحروف فتتردد عن الانقلاب.
أحلم بأن أقرأ شعرا مثلما تُغنى أغنية بصوت حالم يسجي عن الليل ضواحيه الباكية ونجومه اليقظانة، لي أسبابي حين أصمت ولا أملك سببا واحدا للكلام سوى أنني لا أحب الأقفاص، والصمت قفص الأصوات، أعوّدني على مجرى الهواء والاندماج في معمعة العالم، أختلط بحديث وبآخر، وأتشوق أكثر لحديث خضته وأنا أكتب رسالة لغريب .. لم يرد علي إلى الآن.
لا أفهم إشارات السماء وغالبا حدسي تجاه الأمور مغفل وخاطئ، كثيرا ما أقول بأنني أحس .. من منطلق اعتيادي على ذلك، لكنني لا أدرس إحساسي قبل أن أزرعه، عاطفية لكنني قاسية أمام القرارات، لا أستمع لقلبي بل لعقلي .. أنا التي تذوب أمام الشِعر والكلام الحلو ومسافات الغزل بين عينين، أغلق الأبواب بوجه اللحظات العاطفية لأن عقلي يرى بأنه أجدى، قاس ربما .. لكنه جنبني كسورا كنت لأبحث الآن عن ورد لأرممها، وعن جروح كنت لأخطف دمى الثلج كلها لأبنيها فوقها، عاطفتي مختزلة أو متشككة .. لا أفهمني ولا أفهم آلية الحب عندي..
أجدني .. أجدني في تناقضاتي وهروبي، في نزعتي إلي وانغلاقي، في انقلابي على أسواري التي تحميني، أجدني في عجزي عن الركض إلى النور .. اركضي لست فراشة لتحترقي، اركضي .. لله، للنور، لواسع الطمأنينة وواهب الرضا والفكرة .. وفاتح أبواب السلوى، نسيا منسيا .. سيذرو عنك الألم، أركض .. لا بل امشي إليه، قفي إليه، ارغدي حتى إليه، أغمضي إليه حواسك وافتحيها لمهب رحمته ونوره، نأخذ من الأصوات ما يرضينا من كلام، أحب فما لا أنسى صوته ولا كلامه البلسم، ننسى الصوت ولا ننسى الكلام، الكلام الذي إما سهم أو ورد محل الدم، ما أجمل الذين قالوا لنا رقادا هانئا، ثم أغمضوا عيونهم على حلم أبيض وما عادوا، ما أجمل احتمال ليل هادئ في الجزء الآخر من العالم، ما أعذب أن تتشابه دعوة أرددها في منامي وصلاتي ووحدتي مع مطلع مناجاة غريب في مكان ما بعيد، ما أحنّ أن تأخذني مني وتأخذ مني صمتي لأنني أخاف أن أهجر في روحي الكلام، أما كان أءمن لك لو أن لك قلب تذوب فيه الكلمة الحلوة والسيئة، أو لو أنك تصحو على عينين تحببانك بالصمت لأن الشِعر والقُبل فيهما أبلغ، أو لو أنك طفل ويدك تغفو على يد أمك حيث لا تصحو أسوار ولا حدود ولا لحظات تعب، قبّل ما يأتيك متأخرا لأنه آسف ولأنك آسف .. ولأن انتظارك بطوله كان جميلا وأتعبك، جميلا وأسهدك، جميلا وعلمك بأن الحياة هي ما يفوتنا ونحن ننظر إلى جهة واحدة قد لا تنفتح منها الأسرار التي اشتهينا دوما مجيئها.
أجدني مثلما أخبرتك ضائعة، أبحث بعد سهوي عن خيط ألمسه فأستدل به على قطعة الثوب الكاملة وعلى ما يفترض بي أن أكونه، إنني في النهاية أحتاج أن أكون أي شيء في طريقي لأن أكونني، وأجدني .. تلك المارة من بين ألوف ولا يستيقظ قلبها عن الوحيد النائم ملء شوارده، تلك التي تحمل من الكلام جمال الصوت الآتي به، لا أملك صوتا جميلا، صوتي يشبه كثيرا صوت طفلة هادئة تشتهي لو تجرب الشقاوة أمام العلن مرة .. لكنها كثيرا ما تبلع الحروف فتتردد عن الانقلاب.
أحلم بأن أقرأ شعرا مثلما تُغنى أغنية بصوت حالم يسجي عن الليل ضواحيه الباكية ونجومه اليقظانة، لي أسبابي حين أصمت ولا أملك سببا واحدا للكلام سوى أنني لا أحب الأقفاص، والصمت قفص الأصوات، أعوّدني على مجرى الهواء والاندماج في معمعة العالم، أختلط بحديث وبآخر، وأتشوق أكثر لحديث خضته وأنا أكتب رسالة لغريب .. لم يرد علي إلى الآن.
لا أفهم إشارات السماء وغالبا حدسي تجاه الأمور مغفل وخاطئ، كثيرا ما أقول بأنني أحس .. من منطلق اعتيادي على ذلك، لكنني لا أدرس إحساسي قبل أن أزرعه، عاطفية لكنني قاسية أمام القرارات، لا أستمع لقلبي بل لعقلي .. أنا التي تذوب أمام الشِعر والكلام الحلو ومسافات الغزل بين عينين، أغلق الأبواب بوجه اللحظات العاطفية لأن عقلي يرى بأنه أجدى، قاس ربما .. لكنه جنبني كسورا كنت لأبحث الآن عن ورد لأرممها، وعن جروح كنت لأخطف دمى الثلج كلها لأبنيها فوقها، عاطفتي مختزلة أو متشككة .. لا أفهمني ولا أفهم آلية الحب عندي..
أجدني .. أجدني في تناقضاتي وهروبي، في نزعتي إلي وانغلاقي، في انقلابي على أسواري التي تحميني، أجدني في عجزي عن الركض إلى النور .. اركضي لست فراشة لتحترقي، اركضي .. لله، للنور، لواسع الطمأنينة وواهب الرضا والفكرة .. وفاتح أبواب السلوى، نسيا منسيا .. سيذرو عنك الألم، أركض .. لا بل امشي إليه، قفي إليه، ارغدي حتى إليه، أغمضي إليه حواسك وافتحيها لمهب رحمته ونوره، نأخذ من الأصوات ما يرضينا من كلام، أحب فما لا أنسى صوته ولا كلامه البلسم، ننسى الصوت ولا ننسى الكلام، الكلام الذي إما سهم أو ورد محل الدم، ما أجمل الذين قالوا لنا رقادا هانئا، ثم أغمضوا عيونهم على حلم أبيض وما عادوا، ما أجمل احتمال ليل هادئ في الجزء الآخر من العالم، ما أعذب أن تتشابه دعوة أرددها في منامي وصلاتي ووحدتي مع مطلع مناجاة غريب في مكان ما بعيد، ما أحنّ أن تأخذني مني وتأخذ مني صمتي لأنني أخاف أن أهجر في روحي الكلام، أما كان أءمن لك لو أن لك قلب تذوب فيه الكلمة الحلوة والسيئة، أو لو أنك تصحو على عينين تحببانك بالصمت لأن الشِعر والقُبل فيهما أبلغ، أو لو أنك طفل ويدك تغفو على يد أمك حيث لا تصحو أسوار ولا حدود ولا لحظات تعب، قبّل ما يأتيك متأخرا لأنه آسف ولأنك آسف .. ولأن انتظارك بطوله كان جميلا وأتعبك، جميلا وأسهدك، جميلا وعلمك بأن الحياة هي ما يفوتنا ونحن ننظر إلى جهة واحدة قد لا تنفتح منها الأسرار التي اشتهينا دوما مجيئها.
لست فراشة لتحترقي
ردحذففافتحي يديك للجمال
واحضني الباسم منه
فغدا حتما أجمل
اسعدك المولى
هززت نبضا ميتا
كدت انساه