الثلاثاء، 7 مايو 2013

"Palm in palm .. "




 
 
 
 " أحلم بك،
أسقط إلى نجمة ..
أطراف أصابعي ندف ثلج
أضيئ، سقطت إلى نجمة، أنا رأسها
أنا أطرافها الخمس، أنا .. نجمة "
 
 
 
 

تراك تفيق من نومك وتتحسس روحك؟ تتحسسني أنا؟
أنا النسمة التي أيقظتك وسافرت؟
 هل تنتبه فجأة وتناديها : تعالي ..
 وتشرع لها الباقي منك، تشرع لها قلبك حجرة حجرة،
"أنتِ ضوء الروح، والسفر، أنت مأمن الحلم، وهدهدة الجراح، أنتِ ..
 ششش، لا تفيقي، دعكِ بعد نائمة، دافئة ولا تصدك عن الحلم داخلي
 رائحة الشوكولا في أيادي الآخرين، أنا شجرتكِ السحرية،
 لي رائحة الشوكولا ولأغصاني ملمس مارشيملو الناعم لو شئتِ"
هل تفيق من نومك وتتحسسني؟ أم تراك تعود للأغنية التي لم تُكتب بعد،
 للشوارع المزدحمة في ممرات بالك، لا تتذكر النسمة التي مرت وفاتت،
 لا تذكرها، لا تُيقظك، لا تُفلتك منك إليها؟..
 
 
 
يؤرقني أن أسرح شعري وشِعري ثم  لا تحلم به، وأن أعدّ عصافير صدري للغناء ثمّ لا تضرب أغنياتي جرحك، أن أعدّ لك عشب روحي كي تستريح واتصرف فيما يقول درويش، ثم تختار خيمة وحيدة في صحراء نائية، أو نافذة مهجورة من قلعة مظلمة .. إنني وبلا شك أسافر كل يوم فوق حدود النبض، بيدي سلال ورد وضحكة مكشوفة ثم لا يُفتح لي باب قلبك؟ أسمع الحفل داخله .. لكنني لست مدعوة، أعود أدراجي باكية، بيدي كوب شوكولاتة ساخنة .. تطل من أسفل الكوب عرافة بلون الشجر وأفق الغروب، تلمس قلبي فيضيئ وتحترق أصابعها الناحلات، تبتسم لي مثل أن جرحا لتوّه طاب، تقول :
" أيتها البازل الصغيرة، يا قطعة البازل الصغيرة .. "
ثم تغيب، تاركة لي الفراغ وأثر سباحتها في الشوكولاتة لأرنو فيهما مثل سمكة تائهة أتعبها الضوء الذي لا تستطيع أن تلمسه، والقاع الذي لا تطوله لأنها ليست منبسطة كفاية، أنا السمكة، أو قلبي السمكة، التي تنتفض إثر الجفاف وغيابك، لكنها تشرب الشوكولا .. لتطيب آخر الليل وأول ساعات الفجر.
 
في مذكرتي الخاصة أكتب أسباب كثيرة لأبتعد، وخلال يومي أرتب مشاهد كثيرة لحلم يقظة يقربني من روحك، وكفك، واثر الكلمات من صوتك, .. تهبط، تهطل، تنثال وأنا التي أفقد كل معاني الاحتماء ساعة تغزوني، وأنسى معنى المظلات والأغطية ساعة يهب مطرك على قلبي، أو ربما أحب البلل، أحب أن ينكشف قلبي في مهب طوفانك، وأطفو مثل لوتس ربما .. تدوّخني أعاصيرك لكنها لا تقتلعني لسبب أجهله، أطفو داخل مسامات روحك مثل أني سائح شغوف بك وبثقافة عواصفك وغيابك وقسوتك .. وطرواة عينيك حين تلمحني.
 
 أنا التي تهزها تفاصيل صغيرة، وتبكيها كلمات لا تتوقعها، أنا القوية والمتكسرة في آن، ألمح روحي، أشدّ أزر صلابتي، لكنها تتفتت سريعا في وجه العاطفة والشوق القديم، أصير سماء دامعة ونجوما ما زالت تغزوها من كل مكان ..، تلاحقنا النغمات عزيزي أينما كنا، تصر على أن تُشابه ضحكاتنا وصوتنا وتتابع الدهشة فوق كلامنا، ويصير اللحن ناعما كلما حدثتك عن معنى الحب داخلي، يصير ناعما وعذب لأنه يعنيك، وأحيانا تحمرّ حروفه وهي تحاول الاختباء عنك، أنت الواقف بينها وبين السطر الذي يحملها، تسرقها، تخطفها، تشدها إليك، وتلاحقك، تتبع ظلالك، أنت حبيبها، أنت عنوانها، وحين تقلب كفيك مثل أنك تسترد ذكرى عابرة، يخفت اللحن لتنساب موسيقى صوتك، لتقول، لتتحدث أنت أيهما الممدود من أقصاي إلى أقصاي مثل سور ورد، مثل إسوارة رقيقة، تلاحقنا النغمات، يشاغبنا اللحن، تقف مثل مايسترو تحرك يديك بعشوائية لتبعثر خطى النغمات، ونضحك لأننا لا ننال منها، أهددها أن في حنجرتي عشرة عصافير، لكنها لا تخاف وترد بسطر مشاغب ..

  لكننا حين نمتد لمشهد رقص تتلاشى بشقاوة، أشعرها تشير إلى نبضي ونبضك معا، أن الحفلة داخل قلبينا تكفي كخلفية موسيقية، تحيطني بذراع واحدة .. تندلق من خاصرتي نوتات موسيقية، كفي بكفك وترتعش الأغنيات الملمومة على عنقي، تنفلت مثل شريطة شعر وأرتعش أنا مثل عصفورة صغيرة، تشدني ناحيتك، يلتمع قرطاي فوق حدود شعري، مثل دمع .. مثل عين تكتحل وتصدر مني دهشة حبّ، تدور بي .. أدوخ قليلا، تميل بذراعك لأنحني بظهري فوقها، يتجاوزنا النسيم ولا يتجاوزنا، عيناك تطالعني، عيناي نجمتان، ترفعني ناحية قلبك، يتفتح فمي مثل دوامة ورد .. يا لها من دهشة عذبة، كفك تدور حول أصابعي، تنبت من أطراف أصابعي نجوم شاسعة ويأكلني خدر لذيذ، عيناك تطالعني، عيناي لؤلؤتان، تتسمر خفقة وتفلت أخرى، أضحك لأنني للتو دست على رجلك، تبتسم وتطير من روحي أبيات حب، مشهد الرقص جريمة حلوة بحق هشاشة نبضي، موسيقاي تساوي تنهدي العميق، تضيء حواسي، يصير فستاني حديقة فراش، وأدور .. أدور، يدك تغزل خاصرتي مثل سكر، يلسعني قربك وأرتعش مثل لمعة الإسفلت بعد ليل ماطر، تقول أن الموسيقى داخل قلبك لهذه الرقصة طويلة، تعبتِ؟ .. وأقول موسيقاي أطول.
 
وحين يتوب الليل عن السماء وينطفئ، حين يمر الفجر بجدائله العريضة ويشدّ من خلفه خيوط النور الأولى مثل شذر، تحضرني على هيئة منام شفاف، أظنه ذكرى لكنّ عيناي مغمضة ورأسي فوق الوسادة يستريح مثل خمائل ورد وعشب نديّ، يحضرني مشهد عيناك تخطف الشهقات من روحي وأرضى، يدك تقطف النجمات من كتفي وعنقي وخاصرتي .. وصدري وأرضى، يحضرني مشهد الحب عذبا وغير واضح لكنه شديد الثقل والحضور، يتهيّأ من أمامي مثل عروس هاربة صوتك البعيد، يدور بي مثل فتاة صندوق الموسيقى، لكن هذه المرة ظلّ الصندوق مفتوحا ولم ينغلق، ظلت الفتاة دائرة ببهجة، تضيء كلما أكملت دورة أخرى ..
 
يا بالغ الامتداد، بالغ الغزو والتفشي ..
 يا حاضرا، يا غائبا، يا وفاء المعنى، وتنكّر الصوت، يا لحظة العذوبة، والملوحة فوق خدي،
 يا أغنياتي الرديئة والأشعار التي تفتت قلبي لقطع سكر وككاو،
 يا سارق الصوت والنبض، يا فتنة روحي، .. وفمي.
 

 
 




 
وتدور في دمي فراشات ..