الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

سِكِت الكلام ..



أريد أن أكتب، كثيرا ما أتيحت لي الفرص، لكن محبرتي نائمة .. أو أنني أصر على أن أصمت بدل أن أكتب، وأن أرقص بدل من أن أحرك صوتي، لا أملك إيقاعا جميلا وكلماتي فرت من حجرة السلام إلى ما وراء التعب، 
أُكمل في داخلي مقاطع من قصائد لا أعرف أصحابها، وأتمشى مع ما يضيع من أفكار في يوم بارد، افتح لي الباب .. حين يشتد علي الليل ولا أعود بأشياء معي ولي، افتح لي عينيك، ويديك .. والأغاني التي تحمي من الدمع أو تتركه يذرف على عشب القلب فأخضر .. أو ربما أغرق. تزرعنا العاطفة في التفاصيل وقليل الكلام ورقيق الهمس ونعومة الخطى، تزرعنا في تلاويح تود أن تعود عناقاتٍ وكلمات تتمنى لو ترجع قبلا دافئة. أعدّ ما تبقى لي من وقت كي أتقلب بطمأنينة على فكرة وأخرى، لا يهمني أن أعود، لأنني حين أرجع أختار أن أنام أو أن أذوب في مشهد غزل. وأحيانا أن أفتح قلبي لحديث متعب حتى من نفسه وأحميه .. داخلي، يتركنا الليل مكشوفين، ولا يكشف لنا أبدا أسباب صمته .. وحتى صوت صمته، نفتح أذاننا .. الليل هائم ومشتعل، لكن الجو بارد والشارع أحبّ مطر الأمس والبلل يتركه أخف وأقرب لاحتمال أن تشرق من بين شقوقه القاسية وردة ناعمة، أعمدة الإنارة ضيوف شرف حين يحل الليل، على شرفهم امتدت الشوارع وأخمدت البيوت قناديلها تكريما للشموس الصغيرة التي تحملها فوق رؤوسها الطويلة. تعبت .. بإمكاني أن أثرثر أكثر، لكن الكلام من زمان ضاع!