الجمعة، 30 مارس 2012

نبضٌ و عمرْ ..



- 

 هل يسمعكَ أحدْ، في عالمكَ الذي تغيبُ فيه الآن ؟

 
الدرب طويلْ، و وجوهنـا تنخلعُ كلّ يوم و أصواتنـا لم تعد كافيّة ليسمعنـا أحدهُم فيعبر معنا لو نصف طريق !
للياسمين و شجرة الزيتونْ بيت و أصلٌ و جذوعْ، هنا عميقًا .. انظر داخل قلبكَ يا صديقْ ..
و أومنُ يا صديق بأن الجذع لا ينسى أبدًا أرضه، لا ينسى أمّه، لا ينسى جذوره التي تحملهُ لعمر لا  تُدرك مداه 
 دون أن تفقد الايمان دون أن تنسى كيف تبتلع الحياة من لبّ الأرض لتبقى أنتَ حيًّا ..
يمكننا جميعًا أن نكبرَ أصدقاء و رجالًا و نسـاءْ .. لكن ليس بالضرورةِ أن نغدوَ فعلًا أصدقاء و رجال و نساءْ،
أن نصيرَ كمعنـى أن نكون أصدقاء أو رجال أو نساء، يجوز غالبًا أن نصبح نصف أصدقاء، أشباه رجالْ، و بقايا نسوة !

لكن معكَ يا صديقْ، يضجّ الكون و ينثر من رأسهِ حلمًا، تسألني لمَ قد أذكركَ الآن يا صديق؟
لم اكتبكَ سطرًا تلو الآخر؟ هل انت فعلًا صديق .. ؟ و يصمت قلبكَ طويلًا، انّك تخشى السؤال، تجهل معنى الجوابْ ..
و لا تُدرك أنّك الصديقْ الذي يحملني في بطنه حين يلفظني الكونْ و يعصي حقي و يُدجّن قلبي، أنّك الصديق الذي يتلوني بشغفٍ في دعاءهِ، في صلاتهِ، في المطر، في شربة زمزمْ .. أنّك الصديق الذي يسهر صوتهُ كي لا يُصيبني الفزعْ من رحيل الأمنياتْ ، من سفرها، من ولوجها العميق داخل نحر السماء للمدى السحيقْ، صوتكَ الذي يخضب صدري بالسنا و غيومٍ تزهر ضحكًا .. أنّك الصديق الذي تعرفني أمّه و تحفظ خطّي و تعدّ بشهيّة وجبتي المفضلة و تضمني بشراعيها الوقورينِ حين تعرّيني ثقوب السماء من وهني، من تلاحمي الهشيمْ ..

أنتَ رأس الشهامة، يدُ الإيمان و أصواتٌ ضائعة في الفلاة تحصدُ وردًا ضاع عطرهُ في الصدى منتحلًا روح نجمة !
أنت قلبُ نبيّ جاورَ الجرحَ و نمت فوق صدره ألفَ طعنة نكرانْ و مضى في الطريقْ يدعو إنمّا جئتكمْ للقلوب نذيرْ ..
أنتَ روح أبي حين يصلي، و وجهُ أمّي حين تدعو، و قلب أختي حين تنامْ، و صوت رضيعٍ يغفو كملاكٍ بحضنِ جدّي ..
أنت الشهقات المتواطئة ضدّ الوجعْ و السماء العاريةِ من فرحْ، الزفراتُ التي تثقب صدر الغفى و تُحيل حرقةً لطيبٍ
و تذروهْ كالجوى في قلبِ عاشقٍ مريدْ ..
أنتَ الأصل الذي لا يعيثُ سوءًا و القصة التي تنتهي دومًا لجنّة، و الجسد الذي تشتهيهُ الأرض أن يصلّي، أن يقبّل وجهها ..
أنت كل الأشياء التي لا يتحدث عنها احد لأنها نبيلةٌ كفايّة لأن تلثمُ عنهم وجعًا و تُطفىء حرفًا !
أنتَ العفوْ، و كلّ كلمات الشكرِ التي تنفسّ بها العالمْ








* تعالَ أضمّ قلبكَ لوقتٍ طويلْ، قلبكَ المُتعبْ من طنينِ الأجهزة
و بياض الأسّرةِ التي تسّرب منهُ الحياة ..
تعالْ، لم أكُن صديقًا بما يلزم .. تعالْ 

04:06 فجرًا
31/3/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق