الاثنين، 30 يناير 2012

دون أن أعـي ..


-







 يـا نبيّةَ الجراحِ اهدئي، ضمدي المـاء المُنهمر .. عيناكِ نخلٌ جافْ، صـار بعد الجوى فُتات !
و عند المغيبِ حكـايا أكثر، و صوتٌ أبعد من غبارِ طلعٍ نـائمٌ فوق رفوفِ مدينـة .. و السحابةُ
التي تطوفُ نحرَ السمـاء خاليةٍ من الشوقْ، في جيدها رزقٌ و اهازيجُ وجعٍ مُبتعثْ، و أقـول :
" فـ لنهطُل معًا، و لينسكبُ الدعاء الأكبر من قلبكِ إلى كفّي التي حفظت وجهَ القمـر "

ماذا أقول؟ لا أدري ..
نبيتي إنهـا أصواتٌ فقط نامت ألفَ سنـة و ضاعت خُطاهـا
و نست في أيّ دربٍ تقع، هي أصواتٌ فقط ..
تعالي فـلـ أغني و لأعتذر من فتنةِ الجوهرتينِ الخضراوينِ المثبتتانِ ها هُنـا .. كعينينْ

و تطلينِ، و تولين وجهكِ شطـر النافذة .. و تبكينْ
هادئةً كـ لون بيجٍ منسيّ في ستـار الصالون ..
هادئةً كـ القرآن، في أقصـى الدار قرب رأس أمـي !
و هادئةً كـ صمتِ الدُجـى و كفّ أبي المتعرقةِ آخر الليل من جهد الدعـاء و نصبِ الدنيا.


لو أنّ فراشةً عبثت في قصرٍ كيف لـ حضنـي أن يحتويها؟
لو أن يداكِ غابت عن الطُهر كيف لي أن أؤمنَ بالحياة ؟
لو صوتك الذي يؤصّل فيّ الألم نامَ عن الحديث .. كيف سأمارس الصباح ؟



- هل كنت أعني شيئًا ؟ لا ..
و هل اظنهُ شيئًا ؟ ربمـا
" رغبةٌ و حديثْ .. لاحَ ليبكي هُنـا دون سببْ، لتأكل من عنقهِ العصفورة و تحيى !
للـ لاشيء نحكي كثيرًا، أو أن نلتقط ارواحنا من جديد ..  أخشى يومًا أن أبتعد كثيرًا
فأنسى كيف كنت أفعل كلّ ذلك، برغم هشاشتهِ و تفاهتهِ و ضعف تماسكه، إلا أنه
سربنـي فيه كثيرًا دون أن أشعر، و سأبكي يومًا كثيرًا لو أنني استيقظت و نسيتُ
كيف أمسك بتاك الأشياء و كيف أبدأ بها .. لذلك أشرعُ بالممارسات الخائبة و الضائعة
الملتوية، كي لا أنسـى !
ألا تفعلون ذلك أيضًا ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق